لم يصدق احد المسؤولين الامنيين حينما علم ان احد ممارسي "التسول " في شوارع رام الله والبيرة، نجح في جمع 380 شيكلا في اليوم"حوالي 100 دولار"، الا ان حرص ذلك المسؤول على مساعدة" المتسول " في عد نقوده التي جمعها من خلال فئات مختلفة من المال (شواقل ، خمسة شواقل ، و10 شواقل) امام احد صاحب احد محلات الصرافة ، اصابت ذلك المسؤول بنوع من الصدمة الى حد انه عرض على الشحاد ممازحا العمل معه.
ويعمد ذلك المتسول على تحويل الفكة من النقود الى فئات ورقية من خلال محال الصرافة، وشوهد ذلك المتسول الذي يصل عمره الى اوائل الخمسينات وهو يقوم باخراج ما جمعه من النقود امام الصراف وعدها تمهيدا لتسلمه النقود الورقية، حيث ان ذلك سلوك ذلك المتسول تدلل بانه فاقد القدرة على النطق، في حين اكد احد العاملين في محل الصرافة ان هذا المتسول ياتي من محافظة بيت لحم وانه يشاهده مرتين في الاسبوع يقف على جانبي الطريق الرئيسي ويقوم باستعطاف المواطنين المارين في ذلك الشارع.
وتابع " من الواضح ان المتسول يتصرف بذكاء من خلال حرصه على لفت انظار الشرطة والمواطنين الى دوامه اليومي في منطقة واحدة الامر الذي يدفعه للتنقل وتغير مواقع وقوفه ".
ورأى ان نجاح المتسول في جمع ذلك المبلغ لا تدلل على مهاراته بقدر ما يدلل على ان شعبنا كريم ويعطف على المحتاجين "، مؤكدا في الوقت ذاته معارضة انتشار هذا الظاهرة الخطيرة في المجتمع خاصة عندما يجري استخدام الاطفال والنساء وخاصة من اصحاب العاهات والاعاقات في ممارسة هذه الافة"..
واكد صاحب المحل بانه لا يستطيع رفض تبديل النقود لاي مواطن، موضحا انه لا يشاهد هذا الشخص كثيرا لكنه في اغلب المرات يحضر مبالغ مالية تضم فئات مختلفة من فكة النقود ويطالب باستبدالها بفئات ورقية.
واذا ما جرى حساب ما يجمعه ذلك الشخص على مدار الشهر فان الحديث يدور عن مبلغ كبير نوعا ما يصل الى 9500 شيقل شهريا على افتراض ان لديه عطلة اربعة ايام في الشهر ، ما يعني ان راتبه يكون بذلك افضل من راتب وكيل او مدير عام في مؤسسات السلطة الوطنية.
وكانت الشرطة حذرت في وقت سابق من مخاطر التجاوب مع هؤلاء الاشخاص مؤكدة انها تعمل من اجل مكافحة انتشار هذه الظاهرة الخطيرة في المدن الفلسطينية خاصة في محافظة رام الله والبيرة، ولوحظ مؤخرا غياب اغلبية هذه الفئة من الشوارع الرئيسية في المدينة.[[/right][center]