مما يفـسد الصوم

الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، نبينا محمدو وعلى آله وصحبه أجمعين ..





مما يفسد الصوم





* الأكل والشرب متعمداً : سواء عن طريق الفم ، أو عن طريق الأنف ، يفسد الصوم سواء كان الطعام والشراب مفيداً أم ضاراً ، كالدخان والشيشة ، ويمسك بقية يومه ، وعليه التوبة والاستغفار والعزم ، وقضاء ذلك اليوم .



* ما كان بمعنى الأكل والشرب : كالإبر المغذية ، فإنها تفسد الصوم ، أما الإبر التي لا تغذي ولا تقوم مقام الأكل والشرب فهي لا تفطر سواء تناولها الانسان من الوريد أو من العضلات أو في أي مكان في بدنه ، وسواء وجد طعمها في حلقة أم لم يجده ، لكـن تأخير ذلك إلى الليل أحوط إذا تيسر ذلك ، لقول الرسول r من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، أما أخذ الحقنة الشرجية فلا حرج في ذلك إذا احتاج إليها المريض في أصح قولي العلماء ، وهو اختيار شيخ الاسلام ابن تيمية وجمع كثير من أهل العلم ، لعدم مشابهتها للأكل والشرب


* الجماع في نهار رمضان يفطر الصوم : وعليه الاستمرار في الصيام بقية يومه ، والتوبة إلى الله من هذا الإثم ، والإستغفار والندم ، وقضاء ذلك اليوم ، وكفارته مغلظه : عتق رقبه ، فإن لم يجد فصيام شهرين متتابعين ، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكيناً
.
وتأخير غسل الجنابه إلى بعد طلوع الفجر لا يفسد صوم هذا اليوم ولكـن يجب الغسل لأداء صلاة الفجر ، ولا يجوز تاخير الغسل إلى طلوع الشمس لوجوب أداء صلاة الفجر في وقتها.



* إخراج الدم من الصائم بحجامه أو فصد : لقوله r : أفطر {الحاجم والمحجوم } (رواه أحمد وأبو داوود والنسائي وصححه الألباني) . والتبرع بالدم الأحوط تأجيله إلى ما بعد الفطور لأنه في الغالب يكون كثيراً فيشبه الحجامه ، أما خروج الدم بنفسه ،كالرعاف والاستحاضه أو خروجه بقلع سن ونحوه فلا يفطر لأنه ليس ليس حجامه ولا بمعنى حجامه.



* خروج دم الحيض والنفاس في المرأة : فيحرم عليها الصيام مدة الحيض والنفاس ، ومن صامته لا يصح صومها لقول الرسول r : { أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم } ، وتأخير الغسل من الحيض والنفاس إلى طلوع الفجر إذا رأي الطهر قبل الفجر لايفسد صوم ذلك اليوم ، بل يلزمها الصوم ، وتنوي الصوم ، ولا مانع من أن تؤخر الغسل إلى بعد طلوع الفجر ، ولكن لا يجوز تأخيره إلى طلوع الشمس بل يجب عليها أن تغتسل فتصلي الفجر قبل طلوع الشمس ، وبعض النساء تظن أنها طهرت ولم تطهر ، فلا يتعجلن حتى يرين القصة البيضاء التي تحدثت عنها السيدة عائشة رضي الله عنها ، أما الصفرة فليست دليل الطهارة.


* التقيؤ عمدا ً : وهو استخراج ما في المعدة من طعام أو شراب عن طريق الفم متعمدا ً ، أما إذا غلب القيء وخرج من غير اختياره فإنه لا يفسد صومه.




وهذه المفسدات لا تفسد الصوم إلا بشروط ثلاثة :


# الأول : أن يكون عالما ً بالحكم الشرعي ، عالما ً بالحال : أي بالوقت ، فإن كان جاهلاً بالحكم الشرعي عالماً بالحلال ، أي بالوقت فإن كان جاهلاً بالحكم الشرعي أو بالوقت فصيامه صحيح لقوله تعالى : " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطئنا " فلو اكل أو شرب معتقداً أن الشمس قد غربت أو أن الفجر لم يطلع لم يفسد صومه لأنه كان جاهلاً .

# الثاني : أن يكون ذاكراً ، فلو أكل وشرب ناسياً فإن صومه صحيح ولا قضاء عليه ، فإنما أطعمه الله وسقاه ، ولكن إذا تذكر فيجب عليه أن يقلع ويلفظ اللقمة أو الشربة من فمه ويتم صومه ، ومن رآه فإنه يجب عليه أن يذكره لأن هذا من تغيير المنكر ولا عذر له في ترك الإنكار.

# الثالث : القصد ، فإن كان غير قاصد فإن صومه صحيح فلو تمضمض فدخل الماء إلى حلقه بدون قصد لم يفسد صومه ، للحديث الذي جاء به النبي r : { إن الله رفع عن أمتي الخطأ والنسيان ، وما استكرهوا عليه }(رواه الترمذي وهو حديث صحيح) .